الجمعة، 17 نوفمبر 2017

من طفل يشيخ إلى أب..بقلم شاكر عواد الكعبي































من طفل يشيخ إلى أب

مالّكَ ؟
تسرع الخطى ؟ رفقاً...فمعك يمشي مصيري وحاضري وتاريخي
مالّكَ 
؟ أنسيتَ لوعةَ الإشتياق ؟
 أنسيتَ ان اللمس نعمة وأنا مواظب على مسح كتفيك ؟
مالعطرِكَ يوقظني مِن غفوتي كمُنبهٍ رنان ؟ ويدق عظمي لوعةً"
مالصورتِكَ الشاهقة تمسحُ صوري وصور الناس بلْ تمسح حتى شخصي وشخوصهم
أوتدري؟ أدور على عتبي كما تدور الإلكترونات على نواة الذرة أدور في فلكِ العتاب خجلاً غضباً نافراً " 
...مُشتاق ، مُشتاق تخنقني عَبرة بطعمِ رمادٍ حرقت فيه كل مُكتسبات العمر
 أو تشعر؟
حنيني يرميني قبل مسيري ودقات قلبي أسرع من خطواتي وظلي يلعب معي قفز الحبل وأنا زورق نفاث يبحر هائماً بأقصى سرعة دون ربان وكأنني أذوق طعم الإصطدام في كل لحظة تنزل من سقف فمي فتزول قدماي وتصير دقيقاً أسود لايصلح لشيء
....تعالَ
فأنا واقف هنا مُذ تركتني أتحجر في دنيا الأصنام
تعالَ...
فالبرد بارد جداً بلا معطفك وموحشٌ جداً بلا جمرِ سيجارك
تعالَ...
فالناس يملؤها اللؤم بلا مجاملاتك وكأنك سكرٌ مُحلى تذوب بهم
تعالَ..
فالشيب في شعري مُحبط وتكاثره أسرع من الضوء ونشاز أن أشيب بثوب طفل أشتريته لي قبل أكثر من أربعين عاماً أقف فيها منضبطاً تحتَ حر الصبرِ وبردَ الحُزن مِن أجلِ أن تأتي خالداً لاتموت وتنفض عني غبار عمري وحِرفتي وشهادتي ووظيفتي وعائلتي وكل مسؤولياتي البلهاء وتقول لي
:- ( أحسنت ياولدي )
 
 
 
 
 
 
 
شاكر عواد الكعبي

 بغداد 18/11/2017

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق